الحب الأول

موضوع: الحب الأول الإثنين ديسمبر 06, 2010 11:16 am

الحب الحقيقي لغيرنا يعني إن لا تشترط فيه أية شروط كما أنه يعني القبول الكامل بل الاحتفاء بشخصيته كما هي
لم نكن أنا وميشيل حبيباً وحبيبة بمعنى الكلمة فقد كان يكبرني بثلاثة سنوات ونصف وهو كان يبدو لي فترة طويلة عندما كنت لا أزال صغيرة قبل أن تظهر علي علامات الأنوثة وقد نشأت العلاقة حول المسابح وملاعب التنس في أحد النوادي الريفية وكان ميشيل لاعب تنس رائعة ذا خطوات واثقة وهادئة وضربات قوية وعندما كنت أستريح من السباحة والغطس لأن شفتي تلونت بالزرقة كنت أجلس على النجيل وانأ التف بالمنشفة وأشاهد مباريات التنس
هو في السادسة عشرة من عمره سمح له والده بأن يقود السيارة نهاراً وكان غالباً يأخذني إلى منزلي في سيارته وفي الخريف الأول من بلوغي الرابع العشرة بدأ يسألني ما إذا كنت أريد أن أذهب معه إلى السينما في وقت متأخر من لظهيرة وكنت أريد أن أقول نعم ولكنني دائماً كنت أشعر بتوتر يجعلني أغير رأيي وكان السوداويتين إلى عيني بما كان يسعدني ويخيفني في نفس الوقت
وبعد ذلك بدأت تدريجياً أمكث معه فترة أطول في السيارة أحدثه عما يؤرقني ومن هذا أختي الكبرى لديها الكثير من الأصدقاء وبالرغم من أنني كنت أحبها حبا جما فلم يكن لديها أية رغبة تقريباً في أن تشاركني فعل أي شيء وأيضاً كان هناك حوار حول من يحب من ومن من الأصدقاء أثق فيه ولماذا وكانت معظم الأمي تتكرر حول علاقتي بوالدي واللذين نفصلو عندما كنت في الحادي عشرة وتزوج كل منهما وانأ في الثالثة عشر ولم اعرف شخصاً أخر لديه أسرة ممزقة كهذه وكنت أشعر بلخزى وعدم الثقة بنفسي وأنظر لنفسي وكأنني لست كغيري من الأطفال تكلمت مع ميشيل في هذا وكان يبعث في الطمأنينة ولذلك بدأت أثق به
وبمرور الوقت أصبحت مستعدة للخروج معه إلى السينما وكنت أستمتع بقضاء وقت طويل معها في منزلي حيث كنا نشاهد التليفزيون في الطابق الأرضي وقد كان كل منا يختلف عن الأخر فقد كان يحب الرياضة بينما كنت أحب الفنون وكانت أختي وغيرها يهزؤون من ولعه با الرياضة واعتقد أنني كنت أفضل منه لو انه كان أكثر ميلاً للفنون وأن ينظر للآخرين إليه على أنه شخص عصري ومع هذا فلم يكن هناك أحد يهتم بي مثله ثم فرقتنا الأيام وخرج ميشيل مع غيري وخرجت مع غيره وكان ميشيل وحده هو الذي فهم إنني بحاجة ‘لي التدرج ولذلك كان صبورا معي دائماً بل إنه كان يؤكد مرات عديدة أن علاقتنا علاقة خاصة بقبوله لأيهم ما أذا كان لدي محبوبة أو لديك حبيب غيري فسأظل بجوارك دائماً وكنت أشعر بالغيرة عندما أراه مهتما بغيري
وارتبط ميشيل بفتاة من خارج المدينة عندما كنت في التاسعة عشرة وفي حفل الزفاف كنت فتاة الوحيدة غير المتزوجة أو حتى مرتبطة وعندما قام العروسان لتوديع الجميع جاءني ميشيل وقال لي "أحبك"
وظل عند كلمته وعندما كنت أحتاج للتحدث مع شخص ما كنت أجده وأحياناً ما كنت أشعر بالغيرة من التفكير في أنه يحب زوجته ولكن تغير هذا عندما أصبحت أنا وهي صديقتين وغادرت الريف وأصبحت لا أرى ميشيل ألا من وقت إلى أخر وذلك في النادي عندما كنت أعود لزيارة أسرتي واختلفت حياتي عن حياته وأعتقد أنني لم يكن لدي ما يزيد عن نصف ساعة أكلمه خلالها ومع هذا كنت أشعر بتيار من الحب يسري بعروقي عندما كنت أراه
وعندما بلغت الثامنة والثلاثين من عمري توفي أبي وفي صبيحة الجنازة قلت لنفسي هل علم ميشيل بهاذ ولم نكن قد التقينا أو تحاثنا على مدة أعوام وبعد صلاة الجنازة في اليوم التالي كنت أمشي مع أصدقائي وعائلتي ممن حضر الجنازة عندما شعرت بيد على كتفي واستدرت لأجد تلك العيون السوداويتين تنزان إلي
ويسألني هل أنت بخير فأومأت براسي واحتضني ميشيل واضعا كلتا بيه على كتفي ينظر إلى عيني
ولم يستطيع أحد أن يفهم الرابطة التي تربطني بميشيل بل إنني لست متأكدة من أننا نحن الاثنين قد فهمناها ولكن كانت هناك رابطة وستظل